الكابتن حمدي الصافي، أسطورة الكرة الطائرة المصرية والمدير الفني الحالي لفريق سيدات الكرة الطائرة بالنادي الأهلي، قاد فريقه للتتويج ببطولة إفريقيا.
وجاء التتويج للمرة التاسعة في تاريخ القلعة الحمراء، بعد مشوار رائع في البطولة التي نظمها النادي الأهلي خلال الفترة من 4 وحتى 16 من مارس الحالي.
الصافي فتح قلبه وسرد كواليس استعادة سيدات الأهلي لعرش إفريقيا بعد الفوز على قرطاج التونسي في النهائي، وكشف النقاب عن الدور الكبير الذي لعبه مجلس إدارة النادي الأهلي في تحقيق البطولة الإفريقية رقم «9».
* كيف استعد فريق سيدات طائرة الأهلي للتتويج ببطولة إفريقيا، هذا الموسم؟
** من بداية الموسم ونحن نضع الفوز ببطولة إفريقيا هذا العام في مقدمة أهدافنا، وهو ما تم الاتفاق عليه مع اللاعبات، وكل أعضاء الجهاز الفني في الاجتماعات الخاصة بنا، والتي شددنا فيها على أن «الهزار مرفوض»، وأننا هذا العام يجب أن نستعيد فيه بطولة إفريقيا خاصة بعد أن علمنا برغبة النادي في تنظيم البطولة هذا العام ووجدنا أنها فرصة جيدة لتعويض خسارة اللقب العام الماضي في تونس، والذي جاء لظروف معينة، خاصة وأننا كنا نستحق التتويج بالبطولة الإفريقية الموسم الماضي.
* هل شعر الفريق بضغوط وسط هذه الظروف التي سبقت البطولة الإفريقية؟
** بالتأكيد.. فإقامة البطولة على ملعبنا ووسط جمهورنا وبتنظيم من النادي الأهلي، بجانب ثقة الجماهير العظيمة في فريق سيدات طائرة الأهلي لأنه فريق دائمًا صاحب إنجازات وبطولات – كل هذه الأمور زادت من الضغوط على الفريق. ولكن وصلنا إلى أعلى معدلات التركيز والاستعداد، وكنا عند حسن ظن الجميع بنا، ونجحنا في رفع رأس الجميع – سواء مجلس إدارة أو جماهير أو مسئولون – بالتتويج باللقب الإفريقي، وإضافة البطولة الإفريقية التاسعة في تاريخ القلعة الحمراء.
* الجميع تحدث عن دور معسكر سلوفينيا الذي سبق البطولة في التتويج باللقب.. ما تقييمك لهذا الأمر؟
** معسكر سلوفينيا كان مهمًا جدًا. وأرغب في توجيه الشكر لمجلس إدارة النادي الأهلي، برئاسة الكابتن محمود الخطيب، وإدارة النشاط الرياضى على إتاحة الفرصة للفريق لإقامة المعسكر الخارجي في سلوفينيا، الذي جاء في توقيت مثالي للغاية قبل البطولة الإفريقية، وكان أحد الأسباب المهمة التي ساعدتنا علي التتويج باللقب.
* ماذا عن المزايا الفنية التي تحققت من خوض معسكر سلوفينيا؟
** قبل انطلاق المعسكر الخارجي، كنا قد انتهينا من خوض المنافسات المحلية، والمنافسة فيها أقل من نظيرتها الإفريقية.
وكان مهمًا جدًا خوض مباريات تجريبية قوية مع أندية قوية جدًا، وهو ما تحقق بالفعل بعد تجهيز عدد من المباريات القوية في معسكر سلوفينيا بالشكل الذي انعكس إيجابيًا على الفريق، كما أننا نجحنا خلال معسكر سلوفينيا في تجهيز اللاعبات العائدات من الإصابة مثل، مريم متولي وآية الشامي، وتم تجربة وتجهيز جميع اللاعبات، والجميع عاد لمستواه الفني والبدني، ووصلنا لأعلى معدلات التركيز في هذا المعسكر الذي جاء مثاليًا للغاية.
* ما الفارق، من وجهة نظرك، بين البطولة الإفريقية الأخيرة والبطولات الماضية؟
** جميع الفرق تطورت بشكل كبير جدًا على المستوى الفني، وتحديدًا الفرق الكينية التي شهد أداؤها تطورًا كبيرًا جدًا هذا العام، وأكبر دليل على ذلك هو مباراتنا أمام الأنابيب الكيني في نصف نهائي البطولة، والتي كانت الأصعب في المشوار، خاصة وأن الفريق الكيني هو الوحيد الذي نجح في خطف شوط واحد من الأهلي على مدار مشوار البطولة.
ويكفي التأكيد على أن مباراة نصف النهائي أمام الأنابيب الكيني كانت أقوى من مباراة النهائي أمام قرطاج التونسي.
* حضرت مباراتيْن لفريق السجون الكيني خلال مشوار البطولة.. هل كنت تتوقع مقابلته في النهائي؟
** نعم.. السجون فريق مميز جدًا، ولكن قرطاج نجح في التفوق عليه في قبل النهائي بفضل ضربات الإرسال القوية للاعبات تونس، وأيضًا الفريق الكيني كان يعاني من نقطة ضعف في الاستقبال ولكنه يضم لاعبات على أعلى مستوى فنيًا، وفريق مميز للغاية.
* دعنا نتحدث عن الصعوبات التي نجحتَ وجهازك الفني واللاعبات في التغلب عليها من أجل التتويج باللقب الإفريقي؟
** من البداية.. وتحديدًا بعد الوصول للقب البطولة العربية والاحتفاظ به، كان الأمر بمثابة دافع قوي لنا لمواصلة المشوار حتى التتويج بالبطولة الإفريقية، ولكننا واجهنا أمرًا نجحنا في التغلب عليه وهو ملف الإصابات حيث كنا نعانى من إصابة بعض اللاعبات المميزات مثل، مريم متولي وآية الشامي، وعلى بعض الفترات، شروق فؤاد. وبالطبع كلها عناصر أساسية ومهمة في الفريق، ولكن الجهاز الطبى نجح بجدارة خلال معسكر سلوفينيا الخارجي في تجهيز جميع اللاعبات.
ونحن كجهاز فني بذلنا جهدًا كبيرًا من أجل تجهيز اللاعبات فنيًا وبدنيًا للبطولة الإفريقية، ويجب الإشارة أيضًا إلى الدور الذي لعبته لاعبات الفريق بعد أن ساعدن الجهاز الفني أيضًا بالتزامهن ورغبتهن في الفوز واستعادة لقب بطل إفريقيا.. فالجميع كان يسعى لهدف واحد وهو الفوز بالبطولة الإفريقية وإضافة اللقب التاسع في تاريخ النادي.
* ماذا عن دور جماهير الأهلي في مشوار استعادة اللقب الإفريقي؟
** الحمد لله.. وجّهنا نداءً لجماهيرنا للتواجد في المباريات، وكانوا عند حسن الظن بهم وحضروا بقوة، وتحديدًا في المباراة النهائية أمام قرطاج التونسي، وكان لهم دور قوي جدًا في تحفيز اللاعبات في الشوط الثاني الذي كان شوطًا محوريًا في المباراة، وبه نجحنا في الفوز بالمباراة والتتويج باللقب الإفريقي.
* متى شعرت باقتراب الأهلي من تحقيق لقب إفريقيا؟
** عقب تخطي عقبة الأنابيب الكيني، كان عندي يقين وإيمان بأننا سنفوز باللقب، وهذا الأمر يعود أيضًا لثقتي الشديدة في لاعبات الأهلي ورغبتهن في التتويج باللقب واستعادته من جديد.
* هل توقعت مواجهة قرطاج التونسي في النهائي؟
** نعم.. ولكن لم أتوقع أن تكون المباراة بهذه السهولة، ولكن الأمر يعود إلى أننا ركزنا كثيرًا على الفريق التونسي، واللاعبات حفظن تكتيك قرطاج وطريقة لعبه، وفي هذه الجزئية أرغب على التأكيد على أمر مهم جدًا، وهو ارتفاع الوعي التكتيكي لدى لاعبات طائرة الأهلي بجانب مرونتهن في تنفيذ التعليمات بشكل كبير جدًا، ويكفي أنهن نفذن أكثر من 90% من التعليمات الفنية التي سبقت المباراة النهائية.. وبشكل عام، أصبح لديهن من الخبرات والوعي التكتيكي والخططي ما يمنحهن إمكانية تنفيذ تعليمات الجهاز الفني بشكل جيد للغاية.
* ماذا عن دور مجلس إدارة النادي الأهلي في تدعيم الفريق ومساندته حتى استعادة لقب بطل إفريقيا؟
** الكابتن محمود الخطيب وكل أعضاء المجلس على اتصال دائم بالجهاز الفني، ودائمًا يقدمون لنا الدعم، ويلبون جميع احتياجاتنا وكان عندهم أمل كبير في تتويجنا بلقب إفريقيا هذا العام، وطلبوا منا استعادة لقب إفريقيا بعد التتويج بالبطولة العربية.. والحمد لله، كنا عند حسن ظنهم و حصدنا اللقب القاري.
* هل تتذكر تعليماتك الأخيرة مع لاعبات الأهلي قبل مواجهة قرطاج التونسي في المباراة النهائية؟
** نعم.. كانت أطول محاضرة في البطولة، واعتدت دائمًا قبل أي مباراة أن أذاكر مع لاعبات الفريق أداء المنافس نظريًا، ومن خلال استعراض شوطين للفريق المنافس لدراسته جيدًا، ورصد نقاط القوة والضعف به.. ولكن مع قرطاج التونسي شاهدت مع لاعبات الفريق أربعة أشواط له، وحفظنا كل كبيرة وصغيرة بصفوفه، وتم الاستعداد بشكل جيد للمباراة، ومنحت اللاعبات تعليمات فنية وتكتيكية، وهن التزمن بها.
ومن هنا جاءت سهولة المباراة وهو ما شعرت به لاعبات الأهلي أثناء المباراة، ومن ثم نجاحنا في الفوز بها، والتتويج بلقب إفريقيا.
* كيف استقبلت فوز ثلاثي الأهلي، آية الشامي وفريدة العسقلاني ومريم مصطفى، بجوائز الاتحاد الإفريقي بعد البطولة؟
** الحقيقة.. كل اللاعبات أدوا ما عليهن، والجميع كان يستحق التكريم ونيل الجوائز، ولكن نظام البطولة يمنح كل فريق ثلاث جوائز بحد أقصى.
وفي الأهلي، أرى أن جميع اللاعبات يستحققن الجوائز في كل مراكز الفريق.
* آية الشامي تعرضت لإصابة قوية في نصف نهائي البطولة.. كيف نجحت في تجهيزها للنهائي؟
** أعضاء الجهازين الطبي والبدني نجحوا في تجهيز آية الشامي في آخر 24 ساعة قبل المباراة النهائية، وعلى الصعيد الفني والنفسي نجحت في تأهيل اللاعبة، وكان لديّ يقين أنها ستصبح أفضل لاعبة في المباراة خاصة وأنها من نوعية اللاعبات المجتهدات و المقاتلات.
* هل تأثر الفريق برحيل البرازيلة تينارا، وما تقييمك لأداء الاوكرانية كاترين؟
** لم نتأثر برحيل تينارا.. والأوكرانية كاترين لاعبة جيدة ومتميزة على المستوى الفني والمهاري والإنساني خاصة وأنها مرتطبة بكل أعضاء الفريق، وتشعر أنها مولودة داخل الأهلي وليست قادمة من الخارج .. هى لاعبة رائعة بكل المقاييس.
*هل كان الفريق في حاجة إلى تدعيم صفوفه قبل انطلاق بطولة إفريقيا الأخيرة؟
** لدينا سياسة في هذا الأمر، وهي أن التدعيم يكون في المراكز التي نشعر بحاجتها للتدعيم، وفي المركز «4» كنا في حاجة إلى لاعبة جديدة.. وبالفعل، تعاقدنا مع الأوكرانية كاترين للتواجد مع كابتن الفريق، نهلة سامح، صاحبة الخبرات الكبيرة، وباقي مراكز الفريق تضم عناصر مميزة ولم نكن في حاجة إلى تدعيم صفوفنا.
* ماذا عن طموحاتك مع الفريق؟
** طموحاتي، بل وطموحات كل أعضاء الجهاز الفني واللاعبات، هي المشاركة في كأس العالم للأندية، ولكن نظام الاتحاد الدولي لا يسمح بهذا الأمر حتى الآن.. ولكن لدينا أمل ويقين أن هذا اليوم سيأتي ونشارك في كأس العالم للأندية.
* وماذا عن طموحاتك الموسم الحالي مع فريق سيدات الطائرة؟
** بالتأكيد الفوز بالرباعية.. حيث حققنا البطولة العربية، وأيضًا الإفريقية، ونتطلع لحصد الدوري وكأس مصر لتحقيق إنجاز تاريخى لهذا الجيل.
* أصبحنا على بعد أيام قليلة تفصلنا عن بطولة إفريقيا للطائرة للرجال، والتي ينظمها النادي الأهلي.. ما توقعاتك للأهلي في هذه البطولة؟
** فريق رجال طائرة الأهلي حقق البطولة الإفريقية العام الماضي في تونس. وهذا العام فرصته قوية جدًا في الاحتفاظ بها خاصة وأن البطولة تقام على ملعبنا ووسط جمهورنا، والفريق يسير بشكل جيد ويخوض مباريات قوية في معسكره الخارجي في بولندا.
كما أن رجال الطائرة نجحوا مؤخرًا في الفوز بالدوري بعد غياب 3 سنوات، والموسم الماضي الظروف عاكستهم رغم المجهود الكبير الذي بذله الجهاز الفني، بقيادة محمد مصيلحي، ولكن الموسم الحالي نجحوا في التعويض والتتويج بالدوري رسميًا قبل نهايته، وهو أمر ليس بجديد على الفريق الذي يضم بين صفوفه مجموعة من اللاعبين المهاريين، القادرين على تحقيق كل البطولات.
* وماذا عن مشاركة نجلك «يوسف» مع الفريق الأول لطائرة الأهلي؟
** يوسف يسير بشكل جيد مع الفريق.. وأنا سعيد للغاية لتصعيده مع فريق الدرجة الأولى بالنادي الأهلي، وأتمنى له التوفيق حتى يصبح أحد العناصر الأساسية المميزة في النادي الأهلي الذي يعد أحد أبنائه.